هل يتحول المرضى إلى عملاء-زبائن؟ (1-2)

ولَّى العصر الذهبي The golden old days of medicine are over يمكنني أن اعتبر نفسي من أطباء الفترة "الذهبية" حيث تعلمت من الجيل القديم الذين درسوهم الإنجليز قبل الاستقلال أو درسوا في الجزيرة العجوز نفسها، أو من درسوهم من درسوهم الإنجليز... وهذا جيل من الأساتذة يتميز بعدة أمور اذكر منها اثنين: انه يتعامل مع المريض مثل أخيه أو امه أو أبيه – حرفياً! يدخل أستاذنا (العنبر) فيعرف المرضى بأسمائهم دون أن يذكِّره أحد ويذكر ليس فقط تشخيصه ونتيجة آخر الفحوصات بل أسماء أولادهم ومن منهم عنده امتحان ثانوية عامة ومن منهم اقترب زواجه – وهذه ليست مبالغة، كيف لا؟ وهم يمرون على مرضاهم عدة مرات في اليوم – كل يوم. وهذا جعل العلاقة بينهم بين المرضى معقدة لأنها تولِّد نوعا من الثقة في الطبيب، وهذا ما يأخذنا إلى الأمر الثاني الذي يميز هذا الجيل: انهم يفعلون ما يعتقدونه هم صحيحاً. قد تبدو العبارة إنها ميزة إيجابية وانا لست بصدد تقييمها، ولكني أركز فقط على جزئية أن القرار الطبي كان قرارا طبيا خالصاً، ليس للمريض فيه سوى أن يعرف ما قرره الأطباء وينفذه قرير العين مرتاحاً لما قرره (الدكا